مختارات المشهد – محمد صالح الربعاوي – نقلا عن جريدة “الصباح”
ضمن “حوارات قرطاج” احتضن القصر الرئاسي بقرطاج أول أمس محاضرة للمؤرخ والمفكر هشام جعيط حول “إعادة بناء الذاكرة الوطنية” حضرها عدد من المثقفين والسياسيين والإعلاميين وأشرف عليها الرئيس المنصف المرزوقي الذي شدّد على أن تونس في حاجة إلى إعادة كتابة تاريخها والتحدي الأكبر اليوم هو كيف نعيد بناء واقعنا وماضينا ومستقبلنا.
وقد أكد المؤرخ هشام جعيط انه لابد من التعامل مع تاريخنا تعاملا موضوعيا باعتبار ان تونس شهدت خلال أكثر من قرن عديد التحولات السياسية التي أثرت على كتابة التاريخ؛ حيث كتب النظام الاستعماري تاريخ بلادنا حسب أنماطه ومصالحه. وجاء بعد ذلك نظام الجمهورية البورقيبي الذي فسخ إلى حد ما قبله لأغراض ممنهجة تمثلت أساسا في فسخ ذاكرة ملوك تونس القدامى. و مع النظام البائد لم تتغير النظرة للتاريخ بل إنه طوعه بما يلمع صورته ويخدم أهدافه. الآن ندخل في نظام سياسي رابع فينبغي أن نتعامل بدقة وموضوعية مع التاريخ ونعمل على إعادة بناء الذاكرة على أسس علمية.
كما تطرق جعيط إلى تاريخ علم التاريخ وأهمية الذاكرة الوطنية التي وان مازالت حية فإنها معروفة بعدم الثبات والغلط وهو ما يقتضي كتابة كتاب من جزأين أو ثلاثة باعتبار قيمة ما هو كتابي الذي يحافظ أكثر على الذاكرة ويمكن أن يصل إلى أي شخص. وحذّر المحاضر من الخروج عن الميدان العلمي والحقيقة في إعادة الذاكرة الوطنية مع ضرورة حياد المؤرخ عن النظم السياسية.
وثائق أخفاها المخلوع
ولئن تنوعت المداخلات ف إنها اتجهت إلى ضرورة ترك مسافة بين رجل السياسة وكاتب التاريخ حتى لا يتكرر سيناريو ما فعله بن علي الذي طلب من بعض المؤرخين كتابة تاريخ تونس على مقاسه في 4 أجزاء خاصة أن الجزء الرابع خصّص لفترة حكمه وما تخللها من محطات .
أما المنصف المرزوقي فقد أوضح انه لابد من تصحيح التاريخ لأن المشكلة اليوم تتعلق بملايين التلاميذ وبقية التونسيين الذين ينبغي أن تكون لهم صورة قريبة من الواقع . وأضاف: «شخصيا عثرت على عديد الوثائق بقصر قرطاج التي أخفاها بن علي على الذين حملهم مسؤولية كتابة تاريخ تونس وإني اليوم أضع هذه الوثائقء التي اطلعت عليها عديد المؤرخين ء على ذمة المختصين لتساهم في تصحيح التاريخ» .
ومن جانبه أشار عبد اللطيف عبيد وزير التربية أن الجزء الرابع من كتاب «تاريخ تونس» خصص لـ20 سنة من حكم الطاغية بن علي واستقر الرأي على أن لا يبقى منه إلا بعض الصفحات لأنه ركز أساسا على الأشخاص والمؤسسات.وشدد عبيد على أن وزارة التربية في حاجة إلى مرجع في التاريخ مقترحا على هشام جعيط ندوة ببيت الحكمة عنوانها: «كيف نكتب كتابا مدرسيا؟»
حوار عقلاني
وأكد خالد الوغلاني مدير تونس الثقافية أنه : «لابد من إيجاد الآليات التي يمكن من خلالها للإعلام نشر الثقافة المعرفية التاريخية حتى تنحصر الذاكرة الأسطورية ويكون هنالك حوار عقلاني بين مختلف الأطراف .
وما دمت أتحدث عن الإذاعة الثقافية أشير إلى ان الإعلامي سفيان العرفاوي كان في الموعد وتحدث في نهاية المحاضرة مع المنصف المرزوقي وعديد الوجوه الثقافية في ربط مباشر لم نتعود عليه في عهد المخلوع.
روابط لمشهادة الندوة :
ضمن “حوارات قرطاج” احتضن القصر الرئاسي بقرطاج أول أمس محاضرة للمؤرخ والمفكر هشام جعيط حول “إعادة بناء الذاكرة الوطنية” حضرها عدد من المثقفين والسياسيين والإعلاميين وأشرف عليها الرئيس المنصف المرزوقي الذي شدّد على أن تونس في حاجة إلى إعادة كتابة تاريخها والتحدي الأكبر اليوم هو كيف نعيد بناء واقعنا وماضينا ومستقبلنا.
وقد أكد المؤرخ هشام جعيط انه لابد من التعامل مع تاريخنا تعاملا موضوعيا باعتبار ان تونس شهدت خلال أكثر من قرن عديد التحولات السياسية التي أثرت على كتابة التاريخ؛ حيث كتب النظام الاستعماري تاريخ بلادنا حسب أنماطه ومصالحه. وجاء بعد ذلك نظام الجمهورية البورقيبي الذي فسخ إلى حد ما قبله لأغراض ممنهجة تمثلت أساسا في فسخ ذاكرة ملوك تونس القدامى. و مع النظام البائد لم تتغير النظرة للتاريخ بل إنه طوعه بما يلمع صورته ويخدم أهدافه. الآن ندخل في نظام سياسي رابع فينبغي أن نتعامل بدقة وموضوعية مع التاريخ ونعمل على إعادة بناء الذاكرة على أسس علمية.
كما تطرق جعيط إلى تاريخ علم التاريخ وأهمية الذاكرة الوطنية التي وان مازالت حية فإنها معروفة بعدم الثبات والغلط وهو ما يقتضي كتابة كتاب من جزأين أو ثلاثة باعتبار قيمة ما هو كتابي الذي يحافظ أكثر على الذاكرة ويمكن أن يصل إلى أي شخص. وحذّر المحاضر من الخروج عن الميدان العلمي والحقيقة في إعادة الذاكرة الوطنية مع ضرورة حياد المؤرخ عن النظم السياسية.
وثائق أخفاها المخلوع
ولئن تنوعت المداخلات ف إنها اتجهت إلى ضرورة ترك مسافة بين رجل السياسة وكاتب التاريخ حتى لا يتكرر سيناريو ما فعله بن علي الذي طلب من بعض المؤرخين كتابة تاريخ تونس على مقاسه في 4 أجزاء خاصة أن الجزء الرابع خصّص لفترة حكمه وما تخللها من محطات .
أما المنصف المرزوقي فقد أوضح انه لابد من تصحيح التاريخ لأن المشكلة اليوم تتعلق بملايين التلاميذ وبقية التونسيين الذين ينبغي أن تكون لهم صورة قريبة من الواقع . وأضاف: «شخصيا عثرت على عديد الوثائق بقصر قرطاج التي أخفاها بن علي على الذين حملهم مسؤولية كتابة تاريخ تونس وإني اليوم أضع هذه الوثائقء التي اطلعت عليها عديد المؤرخين ء على ذمة المختصين لتساهم في تصحيح التاريخ» .
ومن جانبه أشار عبد اللطيف عبيد وزير التربية أن الجزء الرابع من كتاب «تاريخ تونس» خصص لـ20 سنة من حكم الطاغية بن علي واستقر الرأي على أن لا يبقى منه إلا بعض الصفحات لأنه ركز أساسا على الأشخاص والمؤسسات.وشدد عبيد على أن وزارة التربية في حاجة إلى مرجع في التاريخ مقترحا على هشام جعيط ندوة ببيت الحكمة عنوانها: «كيف نكتب كتابا مدرسيا؟»
حوار عقلاني
وأكد خالد الوغلاني مدير تونس الثقافية أنه : «لابد من إيجاد الآليات التي يمكن من خلالها للإعلام نشر الثقافة المعرفية التاريخية حتى تنحصر الذاكرة الأسطورية ويكون هنالك حوار عقلاني بين مختلف الأطراف .
وما دمت أتحدث عن الإذاعة الثقافية أشير إلى ان الإعلامي سفيان العرفاوي كان في الموعد وتحدث في نهاية المحاضرة مع المنصف المرزوقي وعديد الوجوه الثقافية في ربط مباشر لم نتعود عليه في عهد المخلوع.
روابط لمشهادة الندوة :
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire