المشهد التونسي – خاص – تحقيق : رمزي بالطيبي
بعد عرض الجزء الأوّل من التحقيق حول لغز “شيخ شارل نيكول” و شهادات أفراد عائلة الأزرق التي تشير أنّه “الشيخ المجاهد أحمد الأزرق”، نستكمل هذا التحقيق الذي سيُمثّل ما يلي جزءه الثاني على أن تتبعه أجزاء أخرى نظرا لغزارة و تعقيد المعلومات المُتوفّرة، و لإيماننا أنّ واجب الصحافة الإستقصائيّة هو السعي إلى الوصول للحقيقة.
السيرة الذّاتية للشيخ أحمد الأزرق
قبل الخوض في التفاصيل و لمُحاولة فهم ملامح شخصيّة الشيخ أحمد الأزرق، نعرض عليكم مُحتوى رسالة بعثها “الشيخ” إلى مدير الحزب الحاكم في تونس حينها، منجي الكعلي، يوبّخه فيها على تقديسه للحزب و لبورقيبة و ينصحه بالتوبة على ذلك:
كما نعرض عليكم فيديو من ضمن المرئيات النادرة التي تحصّلنا عليها، وهو تعقيب للشيخ أحمد الأزرق على مُحاضرة ألقاها الشيخ أبو الحسن الندوي في المملكة العربية السعودية :
وُلد الشيخ أحمد محمّد الأزرق يوم 7 جوان 1927, نشأ في كفالة والده بمسقط رأسه المُكنين و درس بجامع الزيتونة لمدّة 4 سنوات.
ثمّ هاجر الشيخ أحمد الأزرق سنة 1948 للجهاد بفلسطين. وجاب عديد البلدان العربية و مارس فيها مهنا مُختلفة. ثمّ عاد إلى تونس خفية، حيث ساهم في تجنيد المقاومين ضدّ الإستعمار الفرنسي و تأمين صعودهم للجبال. وأُلقى عليه القبض حينها في بلدة الحامّة بالجنوب. و في نفس الفترة تعرّض إلى محاولة إغتيال بمنزله في المكنين. ثمّ رجع الأزرق إلى الشرق خفية ملتحقا بمصر. حاول التّسلّل إلى التراب الجزائري سنة 1963 لكن أُلقي عليه القبض و بحوزته مسدّس حربي فتمّ إعتقاله و سُجن 16 يوما. ألّف العديد من الكتب من أهمّها “تونس الأصنام” بعد هدم مسجد في الكاف منتقدا “إستهانة بورقيبة بالمقدّسات”.
سافر الشيخ الأزرق إلى المملكة العربية السعودية سنة 1983. وإلتحق تحت رعاية رابطة العالم الإسلامي بالثوار الأفغان في مخيماتهم بإقليم بشاور في الباكستان، أين قام بإلقاء دروس دينيّة و تعليم اللغة العربية للثوار و اللاجئين و أبنائهم. سنة 1985، سافر الشيخ الأزرق إلى المغرب الأقصى أين نظّم مهرجانين إعلاميين للتعريف بالقضية الأفغانية.
في الأثناء، تمّ توريط الشيخ أحمد الأزرق، دون أدلّة أو قرائن، في قضيّة “ألوية الجهاد في تونس” أو ما يُعرف بقضيّة “المجموعة الأمنية الأولى” التي عُرضت على المحكمة العسكرية بتونس يوم 4 جويلية 1986 و صدر الحكم فيها بتاريخ 10 جويلية 1986 على 4 أشخاص بالإعدام رميا بالرّصاص، من بينهم الشيخ أحمد الأزرق غيابيا.
وجدير بالذكر أنّ الشيخ كان حينها مُعتقلا في السجون السعودية.بعد ذلك تمّ تسليمه في نفس سنة 1986 لتونس بعد تنسيق بين الجنرال بن علي وزير الداخلية حينها، الباجي قايد السبسي الذي كان يشغل منصب وزير الخارجية، الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية السعودي و الأمير تركي الفيصل رئيس المخابرات السعودية حينها.
حاورنا كذلك عماد إبن الشيخ أحمد الأزرق الذي أعلمنا أنّ مطلب العائلة إخراج رفات والده للتعرّف عليه عن طريق مقارنة الحمض النووي قد رُفض للمرّة الرابعة
وكانت كاميرا المشهد التونسي حاضرة أيضا خلال الندوة التي عقدتها منظّمة حرية و إنصاف يوم الجمعة الماضي، حيث وثّقنا مداخلات الحاضرين خصوصا تصريحات الشيخ صالح بن عبد اللّه أحد أبرز القيادات السابقة لحركة النهضة و أحد مؤسّسيها. كما لاحظنا غياب القناة الوطنية و ضعف الحضور الإعلامي و الحقوقي، و عدم جديّة وسائل الإعلام الحاضرة التي إكتفت بتسجيل بضع دقائق من الندوة ثم غادرت.
إثر ندوة منظّمة حرية و إنصاف صرّح عماد الأزرق إبن الشيخ أحمد الأزرق للمشهد التونسي أنّه “يُمهل الحكومة 3 أيام للكشف عن الحقيقة”.وأعلن أنّه سيبدأ إضرابا مفتوحا عن الطعام في صورة ما إذا لم يتمّ إماطة اللثام عن خفايا الوفاة المفترضة لوالده.
من جهة أخرى، إستقبل وزير الصحة السيد عبد اللطيف المكّي يوم السبت الماضي إبنَ الشيخ الأزرق مع الأستاذة إيمان الطريقي و الأستاذ حافظ غضّون و إستعرض خصال الشيخ أحمد الأزرق و وعد بالحرص على كشف الحقيقة.
كما أفادت وزارة العدل في نفس يوم السبت أن وكيل الجمهورية بالمحكمة الإبتدائية بتونس فتح تحقيقا في قضيّة شيخ شارل نيكول.
في ختام الجزء الثاني من هذا التّحقيق، نأمل أن يتوصّل القضاء إلى تحديد الهوية الحقيقية لشيخ شارل نيكول و إنارة الرأي العام حول إحتمال أن يكون في الحقيقة الشيخ أحمد محمد الأزرق. علما أنّ مصادر مُطّلعة، رفضت الكشف عن إسمها، أبلغت المشهد التونسي أنّ الملف الصحيّ لـ”شيخ شارل نيكول” قد إختفى من المستشفى !
“لم يكن الأعداء على كثرتهم و تنوّعهم بمستطيعين أن يُخمدوا جذوة ناري و إطفاء لهيب نفسي و لم يكن الإستعمار ببغي وسائله و جور أعوانه و شراسة زبانيته بالذي في إمكانه القضاء على طموحي و عزيمتي و سموّ مقاصدي أو يثنيني على مأربي أو يحوّل دربي و لم تكن كثرة الفتن لتُقعدني أو تفتُر همّتي”
الشيخ أحمد محمّد الأزرق
بعد عرض الجزء الأوّل من التحقيق حول لغز “شيخ شارل نيكول” و شهادات أفراد عائلة الأزرق التي تشير أنّه “الشيخ المجاهد أحمد الأزرق”، نستكمل هذا التحقيق الذي سيُمثّل ما يلي جزءه الثاني على أن تتبعه أجزاء أخرى نظرا لغزارة و تعقيد المعلومات المُتوفّرة، و لإيماننا أنّ واجب الصحافة الإستقصائيّة هو السعي إلى الوصول للحقيقة.
السيرة الذّاتية للشيخ أحمد الأزرق
قبل الخوض في التفاصيل و لمُحاولة فهم ملامح شخصيّة الشيخ أحمد الأزرق، نعرض عليكم مُحتوى رسالة بعثها “الشيخ” إلى مدير الحزب الحاكم في تونس حينها، منجي الكعلي، يوبّخه فيها على تقديسه للحزب و لبورقيبة و ينصحه بالتوبة على ذلك:
كما نعرض عليكم فيديو من ضمن المرئيات النادرة التي تحصّلنا عليها، وهو تعقيب للشيخ أحمد الأزرق على مُحاضرة ألقاها الشيخ أبو الحسن الندوي في المملكة العربية السعودية :
وُلد الشيخ أحمد محمّد الأزرق يوم 7 جوان 1927, نشأ في كفالة والده بمسقط رأسه المُكنين و درس بجامع الزيتونة لمدّة 4 سنوات.
ثمّ هاجر الشيخ أحمد الأزرق سنة 1948 للجهاد بفلسطين. وجاب عديد البلدان العربية و مارس فيها مهنا مُختلفة. ثمّ عاد إلى تونس خفية، حيث ساهم في تجنيد المقاومين ضدّ الإستعمار الفرنسي و تأمين صعودهم للجبال. وأُلقى عليه القبض حينها في بلدة الحامّة بالجنوب. و في نفس الفترة تعرّض إلى محاولة إغتيال بمنزله في المكنين. ثمّ رجع الأزرق إلى الشرق خفية ملتحقا بمصر. حاول التّسلّل إلى التراب الجزائري سنة 1963 لكن أُلقي عليه القبض و بحوزته مسدّس حربي فتمّ إعتقاله و سُجن 16 يوما. ألّف العديد من الكتب من أهمّها “تونس الأصنام” بعد هدم مسجد في الكاف منتقدا “إستهانة بورقيبة بالمقدّسات”.
سافر الشيخ الأزرق إلى المملكة العربية السعودية سنة 1983. وإلتحق تحت رعاية رابطة العالم الإسلامي بالثوار الأفغان في مخيماتهم بإقليم بشاور في الباكستان، أين قام بإلقاء دروس دينيّة و تعليم اللغة العربية للثوار و اللاجئين و أبنائهم. سنة 1985، سافر الشيخ الأزرق إلى المغرب الأقصى أين نظّم مهرجانين إعلاميين للتعريف بالقضية الأفغانية.
في الأثناء، تمّ توريط الشيخ أحمد الأزرق، دون أدلّة أو قرائن، في قضيّة “ألوية الجهاد في تونس” أو ما يُعرف بقضيّة “المجموعة الأمنية الأولى” التي عُرضت على المحكمة العسكرية بتونس يوم 4 جويلية 1986 و صدر الحكم فيها بتاريخ 10 جويلية 1986 على 4 أشخاص بالإعدام رميا بالرّصاص، من بينهم الشيخ أحمد الأزرق غيابيا.
وجدير بالذكر أنّ الشيخ كان حينها مُعتقلا في السجون السعودية.بعد ذلك تمّ تسليمه في نفس سنة 1986 لتونس بعد تنسيق بين الجنرال بن علي وزير الداخلية حينها، الباجي قايد السبسي الذي كان يشغل منصب وزير الخارجية، الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية السعودي و الأمير تركي الفيصل رئيس المخابرات السعودية حينها.
إثر ذلك عبّرت منظّمة العفو الدولية في تقريرها حول تونس لسنة 1987 عن إستغرابها لترحيل الشيخ محمد الأزرق من السعودية إلى تونس و تنفيذ حكم الإعدام فيه
و حول فصول إعتقال و مُحاكمة الشيخ أحمد الأزرق، حاورنا محاميه آنذاك الأستاذ محمد النوري مؤسس الجمعية الدولية للدفاع عن السجناء السياسيين و مؤسّس حرية و إنصاف. كما طرحنا على الأستاذ النوري تساؤلات حول قضية “شيخ شارل نيكول” و حول إحتمال وجود سجون سرية خلال فترة حكم بن علي.حاورنا كذلك عماد إبن الشيخ أحمد الأزرق الذي أعلمنا أنّ مطلب العائلة إخراج رفات والده للتعرّف عليه عن طريق مقارنة الحمض النووي قد رُفض للمرّة الرابعة
وكانت كاميرا المشهد التونسي حاضرة أيضا خلال الندوة التي عقدتها منظّمة حرية و إنصاف يوم الجمعة الماضي، حيث وثّقنا مداخلات الحاضرين خصوصا تصريحات الشيخ صالح بن عبد اللّه أحد أبرز القيادات السابقة لحركة النهضة و أحد مؤسّسيها. كما لاحظنا غياب القناة الوطنية و ضعف الحضور الإعلامي و الحقوقي، و عدم جديّة وسائل الإعلام الحاضرة التي إكتفت بتسجيل بضع دقائق من الندوة ثم غادرت.
إثر ندوة منظّمة حرية و إنصاف صرّح عماد الأزرق إبن الشيخ أحمد الأزرق للمشهد التونسي أنّه “يُمهل الحكومة 3 أيام للكشف عن الحقيقة”.وأعلن أنّه سيبدأ إضرابا مفتوحا عن الطعام في صورة ما إذا لم يتمّ إماطة اللثام عن خفايا الوفاة المفترضة لوالده.
من جهة أخرى، إستقبل وزير الصحة السيد عبد اللطيف المكّي يوم السبت الماضي إبنَ الشيخ الأزرق مع الأستاذة إيمان الطريقي و الأستاذ حافظ غضّون و إستعرض خصال الشيخ أحمد الأزرق و وعد بالحرص على كشف الحقيقة.
كما أفادت وزارة العدل في نفس يوم السبت أن وكيل الجمهورية بالمحكمة الإبتدائية بتونس فتح تحقيقا في قضيّة شيخ شارل نيكول.
في ختام الجزء الثاني من هذا التّحقيق، نأمل أن يتوصّل القضاء إلى تحديد الهوية الحقيقية لشيخ شارل نيكول و إنارة الرأي العام حول إحتمال أن يكون في الحقيقة الشيخ أحمد محمد الأزرق. علما أنّ مصادر مُطّلعة، رفضت الكشف عن إسمها، أبلغت المشهد التونسي أنّ الملف الصحيّ لـ”شيخ شارل نيكول” قد إختفى من المستشفى !
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire