3/29/2012

رأي | حركة النهضة بين جبّة الاخوان وقميص أردوغان

رأي | حركة النهضة بين جبّة الاخوان وقميص أردوغان:
المشهد التونسي – مقال رأي – مجول بن علي*

في أواخر الثمانينات غيرت حركة الاتجاه الاسلامي اسمها ليصبح حركة النهضة و كان سبب التغيير هو التقدم بتأشيرة لتكوين حزب سياسي . تغيّر الاسم لكن المنطلق و الأهداف و القيادات بقيت على حالها، تتبنى فكرا أقرب مايكون لفكر جماعة الاخوان لكن له صبغة محلية لتتناسب مع محيطها. و عند المحنة تشتت أوصال الحركة بين المنافي و السجون و أصبحت القيادة مقسمة بين الداخل و الخارج .
كان التواصل بين النهضة و قواعدها منقطعا بسبب ظروف المرحلة الصعبة. فخاضت القيادة بالخارج نقاشا عميقا تمحور حول تقييم آداء الحركة وتطوير رؤيتها للواقع وللقضايا المعاصرة. أصدرت نقدا ذاتيا وخاضت صراعا مع الذات لتتبلور رؤية جديدة للعمل السياسي والفكري، وطٌرح هذا النقد في برنامج أذيع على قناة الحوار تحت عنوان “مراجعات” وتحدث فيه الشيخ راشد الغنوشي عن الحركة و تطورها ورؤيتها الجديدة للعمل السياسي وفصل في العديد من المسائل.
وبما أن هذه المراجعات حصلت بالخارج بعيدة عن قيادات الصف الثاني حينها والقواعد العريضة للحركة، انحصرت بين عدد قليل من قيادات الخارج نذكر منهم الشيخ الغنّوشي ولطفي زيتون وعامر لعريض وحسين الجزيري وبقي من وقع نفيه خارج أرض الوطن .
وبقيت تلك الشريحة الكبيرة من الحركة (أي جماعة الداخل) بعقلية الاتجاه الاسلامي حاملة للمشروع القديم مستميتة في الدفاع عنه ظنا منها أن المشروع باق على حاله ولم يتغير .
وحتى بعد عودة القيادة التي تحمل المشروع الجديد لأرض الوطن بقيت محتفظة به وتسربه في شكل جرعات بسيطة خوفا من وقوع انشقاق أو انقسام لو طرح المشروع دفعة واحدة. وكلما طُرح نقاش حول هوية الحركة وحول بقائها موحدة أو تقسيمها الى حزب وحركة رمي بالمسألة على كاهل المؤتمر القادم الذي سيٌعقد خلال شهر جويلية.
من المؤكد ان الكثير من أبناء الحركة يرفض ارتداء القميص الجديد المشابه لقميص حزب العدالة و التنمية التركي ويريد الابقاء على جبة الاتجاه الاسلامي، الذي ضحى في سبيله الالاف من أبناء الحركة و دخل السجون واستشهد وهجّر
ولعّل أقوى الجرعات من المشروع الجديد هي رفض الحركة أن تكون الشريعة الاسلامية مصدرا أساسيّا للدستور الجديد والابقاء على البند الأول من دستور 59. وكانت ردة الفعل قوية بقدر قوة هذة الجرعة !
السؤال الذي أختم به، هل سيكون قميص أردوغان ملائما للجسم العريض للحركة، أو سيتم الانقاص منه كي يتلائم هذا القميص؟!
لعل الايام القادمة ستجيب عن تساؤلاتنا.

*طالب ومدوّن، من شباب حركة النهضة

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire