3/28/2014

لؤم القضاء والتمرين الفاشل على الديمقراطية

أخيرا صدر على ابن الثورة الاعزل عماد دغيج حكما يقضي بسجنه سنة وشهرين .. ثمانية أشهر من اجل التحريض والتهديد بما يوجب عقابا جنائيا بحسب المحكمة ويتبع في معجمها القانوني الجرائم المتواردة...ومدة ستة اشهر من اجل الاساءة للغير عبر شبكات الاتصال على معنى احكام الفصل 86 من مجلة الاتصالات ...بحسب هذين الفصلين فان الكثير ممّن تورطوا في مثل هذه التهم الموصوفة ..كثير من التحريض والتهديد شهدناه من رموز حزبية وسياسية وناشطين سياسيين ونخبة متثاقفة ...وسيل من الاساءة والتطاول والثلب القبيح والرذيل الذي مورس من قبلهم تجاه ،لا عصابات امنية ورأسمالية وسياسية،، بل ازاء رموز دولة ومناضلين واحزاب دون ان يشملهم ذات العقاب ..لازلنا رغم التبجّح في دولة بعيدة عن الديمقراطية وعن تطبيق القانون بشكل عادل...هذا القضاء الذي يعاقب من يشاء ويصمت عمّن يريد ودائما وفق صيغ قانونية مطرّزة باتقان على مقاس متهمين بعينهم .. هذا القضاء الذي يرى في نشاط احد ابناء الثورة على الفيسبوك جرما يعاقب عليه ولا يجد في خيانة البعض لأمن الدولة ولمن تآمر لتخريب اقتصادها ونهب ثرواتها ما يستحق المحاسبة والتحقيق ،لا يبتعد كثيرا على نحو ما عن القضاء الذي اصدر حكما باعدام اكثر من 500 مواطن مصري رافض للاستبداد والسطو على السلطة ...ذات القضاء غير العادل غير المستقل الذي ينتمي للحرس القديم ولسلطة الدولة العميقة و للانظمة المستبدة التي خلعتها الثورة اوحسبت انها فعلت كذلك ..قضاؤنا لم يركبه تماما جنون وعهر قضاء الانقلاب في مصر لكنه لم يكن في مستوى اللحظة الثورية وموجباتها من القصاص العادل ..تأجيل الحكم في قضايا قتل شهداء الثورة على مدى ثلاث سنوات ..تسريح وزراء المخلوع وسدنته..التسويف والتمييع الحاصل في قضية كمال لطيف..غض الطرف عن تطاولات وتجاوزات العصابات الامنية وغيرها مقابل التعجيل بسجن مواطنين اعتقدوا في واجب الدفاع والاخلاص لمسار ثورة لم يكفروا بها بعد رغم المثبطات بما توفر لهم من وسائل في اطار الحرية التي يكفلها لهم الدستور الذي ابهرنا به العالم (نصيّا) يؤكد ان قضاءنا لم يتطهّر بعد ولا يزال في خدمة من يرفضون الانصياغ لمسار لحظة تاريخية تلفظهم ويجعلنا نخشى على مصير الملفات التي سيكشف عنها تفعيل العدالة الانتقالية ..
لا يمكن ان نطمئن اخلاقيا لمثل هذا القضاء الذي ينشط قانونه وفصوله الردعية والعقابية فقط امام مواطنين خلّص للثورة وللبلد ويتماوت امام المجرمين الحقيقيين ورموز الفساد وفلول الخونة....لحد الأن تمرينه على الحكم العادل والديمقراطي والمستقل فاشل على نحو محض لان مادة الاختبار التي يتمرّن عليها لحد اللحظة هي المواطن "الصالح" الاعزل ...

Om Chedi

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire