4/03/2012

خاصّ| كاتب عام نقابة السجون: “ضباط 7 نوفمبر مستعدون لفتح السجون وبث الفوضى في البلاد”

خاصّ| كاتب عام نقابة السجون: “ضباط 7 نوفمبر مستعدون لفتح السجون وبث الفوضى في البلاد”:
المشهد التونسي ـ خاص ـ هيئة التحرير
صرّح الحبيب الراشدي، كاتب عامّ نقابة السجون والاصلاح، لـ”المشهد التونسي” انّ ” ضبّاط 7 نوفمبر مستعدّون لفتح السجون وبثّ الفوضى في البلاد”، وانّ بقيّة النقابات الأمنية تغطّي على رموز الفساد. كان ذلك على هامش ورشة عمل حول تفعيل الالية التونسية للوقاية من التعذيب انعقدت السبت المنقضي بالعاصمة ونظمتها بعض الجمعيات المناهضة للتعذيب.


وقد عبر الراشدي في البداية عن امتنانه للثورة التي كانت “السبب في ظهور النقابات الامنية”. مضيفا ان نقابة السجون هي النقابة الوحيدة الشرعية والقانونية. كما انتقد بقية النقابات وقال انها بعثت للتغطية على رموز الفساد وهي الى حد الان “تقوم بعرقلتنا بدعم من مدير عام السجون السابق والمدير الحالي”.
وفيما يتعلق بالتعذيب في السجون اكد الراشدي ان الفضاءات السجنية تسهّل ممارسة التعذيب، فهي فضاءات متاكلة لم تقع عليها تحسينات. والاموال التي رصدت للتحسينات تم الاستيلاء عليها. فالعون يعمل في ظروف غير مريحة تبعث على التوتر فـ”كيف له الّا يتجاوز القانون او لا يمارس التعذيب على السجين؟”، على حد قوله.
وطالب بتغيير منظومات العمل وخاصة البرامج التكوينية للضباط والاعوان وطرق التدريس والتكوين والتي وصفها بالخاطئة “اذ يهدفون من ورائها الى انتاج ضباط اعداء للسجناء”.
وعن الوضع في السجون بعد الثورة قال الراشدي انهم كنقابة منذ اول اجتماع في جويلية 2011 طالبوا باستقلال القضاء وتحييد رموز الفساد ومحاسبة من تجاوزوا القانون في فترة بن علي “لانه لدينا ثقة في القضاء الا انه ما راعنا والتجاوزات المسجلة بعد الثورة اقوى مما كانت عليه في النظام السابق، من سرقة اموال عمومية واهدار للمال العام وتجاوزات اخرى وصلت الى العنف والتعذيب ومن نتائجها مدير سجن موقوف الى حد الان”.
واضاف ان الصناديق الاجتماعية بالسجون والمتوفرة على اموال تقدر بالمليارات هي بصدد التعرض للسرقة. ومدراء السجون هم الذين يتصرفون فيها كما يريدون منذ ما قبل الثورة الى حد الان. ولهذا قال الراشدي “اتصلنا بوزارة المالية لمراقبة هذه الصناديق كما التقينا بالوزير المكلف بالاصلاح الاداري محمد عبو وطرحنا المسألة” وعبر عن شكره للاخير الذي قام ببعث تفقدات لادارة السجون.
وفي نهاية اللقاء اتهم الراشدي ما اسماهم “بضباط 7 نوفمبر” باستغلالهم لنفوذهم واحداث الفوضى في البلاد بغاية الافلات من المحاسبة باعتبارهم هم من مازالوا يتحكمون في دواليب المنظومة الامنية.
وقال ان لديه معلومات خطيرة تفيد بأن هؤلاء مستعدون لفتح السجون واحداث الفوضى والبلبلة في البلاد “ومنذ يومين فقط ارادوا فتح سجن المنستير ودافعهم الى ذلك الهروب من المحاسبة لانهم يعلمون انه سيأتي عليهم الدور..”
من جهته صرح المختص في علم الاجتماع الجنائي بالسجون والاصلاح مراد بلحاج “للمشهد التونسي” ان التعذيب في السجون لا يمكن القضاء عليه مادامت منظومة العمل بائدة تعيق العون وهي بيد “رجالات مورطين في الفساد فالسجون والمدارس يشرف عليها عسكريون بطرقهم الارتجالية اللاعلمية التي لا تخضع لاي برمجة والتكوين النظري فيها معسكر ورجعي في حين هناك مدنيين اكفاء الا انهم اقصيوا ووضع العسكر في المقدمة”.
كما انتقد السلطات المطلقة في يد مدير السجن قائلا “المدير في السجن هو فوق الجميع والجميع في خدمة المدير”.
وذكر بانه هناك “شلل بالادارة العامة للسجون فالمكاتب فارغة والاعوان لا يعملون لانهم مصابون بخيبة امل، فبعد الثورة املوا ان يتم اجتثاث الفساد، وتغيير منظومة العمل المتآكلة الا انه لم يتغير شيء” مقابل ذلك هناك صمت رهيب من الحكومة ازاء هذه الملفات حسب وصفه.
كما قال بلحاج عن الاعلاميين أنهم خانوا الحقيقة بتصويرهم للسجين ضحية والسجان جلاد في حين هذا الاخير “هونفسه ضحية منظومة خاطئة”.
واعتبر بذلك واقع السجين هو نفسه واقع السجان ودعا الى ضرورة الطرح المتكامل للواقع السجني الذي لا يمكن تناوله الا من الداخل. وقال بين في دراسة انتروبولوجية قام بها السنة الفارطة “الواقع المهين الذي يعيشه الموظف بالسجون”.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire