3/31/2012

تحقيق | الشيخ أحمد الأزرق “صاحب الحلقة المفقودة” و لغز “عبد الملك السبوعي”

تحقيق | الشيخ أحمد الأزرق “صاحب الحلقة المفقودة” و لغز “عبد الملك السبوعي”:
المشهد التونسي – خاص – تحقيق : رمزي بالطيبي

الحبس أظلم و مغبّر و بيبانو قفل من حديد
فيه وحوش تكشّر و خلايق قلوبهم صديد

قابلني البوليس متصرتي و ما لقيتش فرصة تفيد
ما لقيتش فرصة، بوليس و زيد أخلاقو شرسة

عدّيت منّه مالنّكد و الغصّة و ما يهمّوش لعذاب في الرّجّالة
 الشيخ السّجين أحمد محمّد الأزرق 1957- تونس
لغز “عبد الملك السبوعي”

عندما إستدعتني المحامية الأستاذة إيمان الطريقي رئيسة منظّمة حريّة وإنصاف يوم 1 سبتمبر 2011 لأصوّر سجينا مُسنّا في حالة صحيّة حرجة ويحمل آثار تعذيب في مُستشفى شارل نيكول، لم أكن أتوقّع تطوّر الموضوع إلى حدّ إرباك وزارات الصحة والداخلية والعدل. فقد تضاربت ردود فعل الناطق الرسمي باسم وزارة العدل حينها السيّد كاظم زين العابدين ولم تكن تصريحاته مُقنعة، حيث زعم أنّ السجين الذي تمّ تصويره في مستشفى شارل نيكول يُدعى عبد الملك السبوعي وتمّ إيقافه يوم 17 جويلية 2011 إثر محاولته سرقة محلّ سكنى. لكن إثر فحص الأستاذة الطريقي للملف القانونيّ تبيّن عدم إحتوائه على بيانات القيس. كما أنّ مسؤولين في مستشفى شارل نيكول أبلغوا الأستاذة الطريقي أنّ الشيخ تمّ إحضاره في حالة حرجة يوم 27 جويلية 2011 إلى المستشفى. فكيف لشخص كان لديه، إفتراضا، القدرة على تسوّر محلّ مسكون بغية سرقته أن يصل في ظرف 10 أيّام إلى الحالة التي وجدناه عليها في شارل نيكول؟!
إضافة إلى ذلك فقد نفى المتضرّر في قضية “عبد الملك السبوعي” أن يكون الشيخ الذي تمّ تصويره في المستشفى هو نفسه من حاول سرقة منزله يوم 17 جويلية 2011.
و تزيد فصول المشهد تشابكا وغموضا عندما أعلن مسؤولو مستشفى شارل نيكول يوم 26 سبتمبر 2011 أنّ الشيخ تُوفّي. وعندما طلبت الأستاذة الطريقي مُعاينة جثّته عُرضت عليها في مشرحة شارل نيكول جثّة مُتعفّنة غير واضحة المعالم.
ما هي إذا حقيقة هويّة” شيخ شارل نيكول” وأين كان قبل إحضاره إلى المستشفى؟ هل هو سجين سياسي أم سجين حقٍّ عام كما زعمت وزارة العدل؟ وهل تُوفّي فعلا “عبد الملك السبوعي”؟

عدّة تساؤلات محيّرة أثارها ملفّ “شيخ شارل نيكول” بقيت دون إجابات إلى أن إتّصلت بي منذ أيّام عائلة “الأزرق” لتُعلمني أنّ أفراد العائلة تعرّفوا على شيخ شارل نيكول، وأنّه في الحقيقة “الشيخ المُجاهد أحمد الأزرق” الذي حُكم عليه بالإعدام في ما عُرف بـ”قضيّة المجموعة الأمنيّة الأولى” أيّام بورقيبة، و أُبلغت عائلته بأنّه أُعدم سنة 1986 بعد أن سلّمته السلطات السعوديّة للجنرال بن علي الذي أرسله بورقيبة خصّيصا للمملكة العربية السعودية لتسلّم الشيخ, و قد وثّقت فيما يلي بالفيديو شهادات عائلة “الأزرق”.

حاولت من ناحيتي التحقيق في الموضوع. وأودّ في سياق ذلك أن أُصحّح مبدئيا معلومة خاطئة نقلتها بعض المواقع وصفحات الفايسبوك والتي أشارت أنّ السلاسل التي كان مكبّلا بها شيخ شارل نيكول تتبع الجيش الوطني، وهذا موضوعيّا غير مؤكّد. تكفي المقارنة مع السلاسل التي صُوّرت في قدم السجين سمير المطوي الذي تُشرف على سجنه الإدارة العامة للسجون والإصلاح لمُعاينة التطابق. إذا السلاسل تابعة على الأرجح للمؤسّسة السجنيّة.
لكن في المُقابل لو كان الشيخ لا يزال على قيد الحياة فلا يمكن الجزم بالجهة التي تحتفظ به وفي أيّ مكان.
من ناحية أخرى، معلوم لدى المختصّين في الطب الشرعيّ أنّه بالإمكان استعمال الاذن وتكوينها الفريد عند كل انسان كما تستعمل البصمات البشرية من قبل البيولوجيا الاحصائية من اجل تحديد الهوية البشرية. فعلى عكس باقي الاعضاء في جسم الانسان، الأذن لا تتغير مع تقدم الفرد في السن، و قد تحصّلت على صور عديدة تظهر بوضوح أذن الشيخ الأزرق لكن عندما دقّقت في صور أذن “السبوعي” لاحظت أنّها تبدو منتفخة و كأنّه مُصاب بدقّة عليها، ممّا جعل المقارنة معقّدة إلى غاية إستحالة الجزم.
بعد ذلك قمت رفقة السيّد عماد الأزرق إبن الشيخ أحمد الأزرق بالبحث على ملف قضية “المجموعة الأمنيّة الأولى” ووجدناه بعد بحث دام يوما كاملا وننشر فيما يلي وثائق مهمّة تخصّ الشيخ الأزرق:



كما تحصلنا على وثيقة فيديو نادرة تُظهر الشيخ أحمد الأزرق في المغرب خلال مهرجان “نصرة للشعب الأفغاني”  في الثمانينات ثمّ يظهر الشيخ حاملا السلاح في منطقة جبلية بأفغانستان رفقة أحد قادة المقاومة الأفغانية عبد ربّ الرسول سيّاف.

من هو الشيخ أحمد محمّد الأزرق؟
أحمد محمّد الأزرق رفقة لزهر الشرايطي و بورقيبة
أحمد محمّد الأزرق رفقة لزهر الشرايطي و بورقيبة
أحمد محمد الأزرق وجها لوجه مع بورقيبة
أحمد محمد الأزرق وجها لوجه مع بورقيبة
الشيخ أحمد محمّد الأزرق و الذي كان يُكنّى ب”أبو عماد صاحب الحلقة المفقودة”، هو أحد الفلّاقة الأوائل في تونس حيث كان يعمل على تجنيد المُقاومين ضدّ الإستعمار الفرنسي ثمّ بعد ذلك “نفَر للجهاد في فلسطين سنة 1948″ و إلتحق بالثّوّار الأفغان سنة 1983.
رسالة بعثها الشيخ الأزرق للشيخ محمّد النيفر
رسالة بعثها الشيخ الأزرق للشيخ محمّد النيفر
رسالة بعثها الشيخ الأزرق للشيخ محمّد النيفر
رسالة بعثها الشيخ الأزرق للشيخ محمّد النيفر
و اللّه يا صاحبي يمكنّي الجنّ
كيف نشوف ولادنا تخدم في الرّوم

سألتك يا الرحمان نبسطلك يديّا
لا نحبّ على مال لا طالب ذريّة
شاهي غطسة باهية في الدمّ نعوم
أحمد محمّد الأزرق – فترة مقاومة الإستعمار الفرنسيّ- تونس
ملاحظة: لنا عودة للتعريف بتفاصيل حياة و قضيّة الشيخ الأزرق و لإثراء المقال بوثائق و شهادات خصوصا تعقيب الأستاذ محمّد النوري مؤسس الجمعية الدولية للدفاع عن السجناء السياسيين على الموضوع.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire